عشر استراتيجيات تجعلك موظف مميز






الاستراتيجية الأولى: المبادرة الذاتية:


المبادرة: كلمة مأخوذة من: بَدَر إلى الشيء، إذا أسرع وبادر إليه أيضًا، وتبادر القوم تسارعوا، وابتدروا السلاح تسارعوا إلى أخذه. وسُمِّي البدر بدرًا لمبادرته الشمس بالطلوع في ليلته كأنَّه يُعَجّلها المغيب وقيل: سمي به لتمامه.
الذاتية: وهي أن يندفع الفرد لنمط من الأعمال يحقق فيه إما نموًّا لذاته فيرتفع إلى المناصب والأعمال أو تقربًا إلى الله أو يدرأ عن نفسه شرًّا هو منه في عناء.
أو: هي الحافز الذي يدفع بطاقات الإنسان إلى أداء عمل معين للوصول إلى غاية محددة متحملاً كل الصعاب لتحقيق الهدف، فهي اندفاع من الشخص بمجرد إحساسه أنَّ هذا النمط من الأعمال يحقق نمو شخصيته في شتى الجوانب ويقوم به دونما تكليف أو متابعة إلا من الله عز وجل.
هذه المبادرة الذاتية هي أول ما يراقبه المحيطون بك حين الالتحاق بالعمل، حيث تكون محط أنظار الجميع ليروا طموحاتك، كما أنَّ الأبحاث تدلّ على أن الموظف الجديد يجب أن يظهر مهارات المبادرة الذاتية خلال الستة شهور أو السنة الأولى من العمل وإلا وصف بأنّه غير منتج وغير مفيد، أو بمعنى أكثر بساطة (كمالة عدد).
- ابحث عن مسئوليات إضافية تتجاوز المتوقع منك.
- باشر أعمالاً إضافية لصالح المجموعة.
- تمسك بإصرار بفكرة أو مشروع واستمرّ في ذلك حتى يتحقق النجاح لها.
- اقبل بعض المخاطر الشخصية.
- عندما تقترح فكرة جديدة لا تكتفي بكتابة ملخص لها ورفعها لمديرك المباشر، بل تابعها حتى النهاية سواء كانت النتيجة نجاحًا أو فشلاً.
- اعبر المخاطر والصراعات والنفوس الجريحة والغاضبة.
 





الاستراتيجية الثانية: إدارة ذاتك:



* إدارة الذات هي بداية رحلة النجاح، والإنسان الفاشل هو الشخص الذي لا يسعى إلى النجاح.
* أغلى ما تملك أربعة: القلب، العقل، الإرادة، الضمير.
* فالقلب: ليس المقصود به القلب العضوي الذي يضخّ الدم بل القلب المعنوي مركز الإحساس والمشاعر والأسرار، والقلب يحول المشاعر والأحاسيس إلى قناعات يقترحها على العقل، وأكثر من 90% من اقتراحات القلب يقبلها العقل ويعتمدها حتى ولو كانت خاطئة، كما أنّ التركيز على المشاعر والأحاسيس الإيجابية التي تنفع الذات والآخرين يولّد قناعات صحيحة.
* والعقل: نظام واعٍ للتفكير والسيطرة على الحواس والتصرفات باستخدام الذكاء الفطري والخبرات المكتسبة، ومن سمات العقل:
- الذكاء، حيث القدرة على إيجاد علاقات بين الأشياء والربط بينها وتوظيفها.
- الكفاءة العقلية، والناس لا يستخدمون أكثر من 10% من قدراتهم العقلية، فإنْ زادت الكفاءة العقلية في الاستخدام على الـ 10% تؤدي إلى التفوق على الآخرين.
- المهارات العقلية: اكتساب المهارات العقلية يرفع من نسبة ومستوى الكفاءة العقلية، هذا من خلال: تقوية الذاكرة، زيادة الذكاء، التفكير السريع، القراءة الفعالة، سرعة التعلم، تسريع العمليات الحسابية، التفكير الابتكاري.
* والإرادة: الإرادة القوية تبني بينما الإرادة الضعيفة تهدم.
والإرادة في اللغة: أراد الشيء بمعنى أحبه وعني به ورغب فيه.
والإرادة هي القوة الخفية لدى الإنسان، وهي تعني اشتياق النفس وميلها الشديد إلى فعل شيء ما، وتجد أنها راغبة فيه ومدفوعة إليه.
والإرادة قوة مركبة من: رغبة + حاجة + أمل.
والإرادة السليمة: هي التي تدفع الإنسان إلى كل ما هو مفيد له.
ويقول ابن القيم: لو أنَّ رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته لأزاله.
* أما الضمير: فهو نظام اتصال وتوجيه يكشف مدى توافق الأفعال مع المبادئ والأولويات النابعة من الذات، يعطي إشارات إيجابية مشجعة للقلب والعقل عندما تنسجم الأفعال مع المبادئ والقناعات الراسخة.
الضمير هو البوصلة التي تحدّد الاتجاه الصحيح نحو الهدف.
وتتلاشى إشارات الضمير عندما يتكرر إغفالها فتنهار الإرادة فتصبح:
- إرادة مريضة بالضعف، أي تحول بينك وبين ما تريد أن تفعله من أعمال ثم تتحول إلى:
- إرادة سلبية قوية أو ما تعرف بالإرادة المريضة بالاتجاه نحو الشر، أي التي تحثّ على فعل الشرور والمعاصي وكل ما هو هادم للذات، وتقف عائقًا دائمًا بين النفس والرجوع إلى كل ما يتضمن النجاح والإصلاح.
إدارة ذاتك تتم من خلال التفاعل الكامل بين الملكات الأربع: العقل والقلب والضمير والإرادة.
- اعرف نفسك جيدًا وحدّد ما يصلح لها وروضها. وسيطر على مسار مستقبلك الوظيفي بوضع خطة تربط بها نفسك إلى العمل الذي تؤديه.
- تابع مدى تقدمك في التنفيذ واستطلع المشكلات قبل حدوثها.
- ضع خطة بديلة تنفذها إذا ما حدث عائق وقوِّم وقيِّم العمل المعروض، وفكّر في المهمة التالية قبل انتهاء المهمة الحالية وبوقت طويل.
- اعمل جاهدًا لكي تبقى في صدرك الشرارة الصغيرة من النار السماوية التي اسمها الضمير.
- ليس النجاح حجمَ الأموال التي تكسبها بل حجم النزاهة والأمانة التي تكسب المال من خلالها وكن كما قال «أينشاتين»: حاول ألا تكون رجلاً ناجحًا بل حاول أن تكون رجل مبدأ.


الاستراتيجية الثالثة: وداعًا للفوضى:

الكون كله في أبدع وأروع نظام دقيق لا مكان فيه لفوضى أو اضطراب يقول عز وجل: ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾ [الفرقان: 2] دون نقص أو خلل، ولقد أعطى الله -عز وجل- للإنسان الحرية في أن يتصرف في أدوات خلقه كيفما شاء، فمن الناس من يُوفق فيكون بذلك موافقًا لنظام هذا الكون، ومنهم من يعيش في فوضى عارمة مخالفًا بذلك ناموس الكون، مما يؤدّي به إلى الفشل والضياع والاضطراب وقلة الإنتاج وضآلة العطاء في عمله، ثم يكون اليأس والإحباط والتوتر والقلق حين يرى الفوضويين الناجحين من حوله وقد تقدموا نحو أهدافهم، بينما مازال هو في مكانه ثابتًا بل يتراجع باستمرار.
* تخلص من أسباب الفوضى في حياتك وتخلص من تهاونك في استغلال الوقت.
تخلص من عدم ترتيب الأولويات وتخلص من سوء التوفيق في إنجاز عملك.
* تخلص من فوضى عدم اكتمال العمل.
* تخلص من تكرار العمل الواحد أكثر من مرة.
* تخلص من عدم ترتيب العمل عند تنفيذه وإنجازه، كيف تريد بناء منزل فتبدأ بشراء مستلزمات الطلاء للحوائط قبل أن تعد مستلزمات القواعد والأساسيات.
* تخلص من تنفيذ العمل بصورة ارتجالية وعدم التخطيط له قبل إنجازه بوقت كافٍ وتخلص منك أنت السيئ في كل التصرفات والأفعال.


الاستراتيجية الرابعة: استأصل اللامبالاة والسلبية:

اتجاهاتك هي التي تحدد درجة ارتفاعك في العمل، الاتجاه الإيجابي يعلو بك إلى الآفاق ، ولاتجاه السلبي يأخذك إلى الأعماق أو إلى الحضيض.
عند سؤال المديرين في أي مجال عن متاعب مهنته تجد أن أكثر من 80% من الإجابات هي سلبية الموظفين وانخفاض إنتاجيتهم، وأنت لو كنت في مكان مديرك أو تملك مشروعك الخاص بك هل كنت ستقبل أن يكون لديك هؤلاء الكسالى غير المبالين؟! بالتأكيد كنت ستتخلص منهم وفي أقرب وقت ممكن واستبدالهم بآخرين.
اعلم أنَّ من أشكال السلبية في العمل:
- الكسل في الأداء.
- عدم الانضباط والالتزام في الأداء.
- الإهمال وربما التخريب.
- تصعيد الصراعات والأحقاد.
- تحطم الروح المعنوية واختفاء روح التعاون مع غيرك.
- وتنتهي باللامبالاة النهائية عن أي شيء حتى ولو تخلصوا منك بالاستغناء عن خدماتك.
لماذا كل هذا؟ هل لوجود:
* ملل في العمل؟ تخلص منه.
* اهتزاز بالثقة بالنفس؟ ثق بالله- عز وجل- وداوِ نفسك من المرض.
* النميمة والغيبة بالعمل؟ وأين رقابة الله- عز وجل- على لسانك وأقوالك؟!
* عدم الثقة والتخوف من الآخرين والريبة في سلوكياتهم؟ دع الناس وركز في نفسك.
* تعارض المصلحة العامة مع مصلحتك الشخصية (الأنانية)؟ أين خلق الإيثار والعدل في تعاملاتك ومع نفسك؟!
* معوقات لا ترغب في التخلص منها لكسلك، اكسر الشماعات التي تعوقك عن هذا.
* فساد إداري وفيتامين (واو) الواسطة؟ عليك بنفسك ثم بمن حولك، واعرف جيدًا متى تصلح من حولك وكيف تنتقي كلماتك.
* لا تدع الأمور تصل إلى حدٍّ لا يمكن لك السيطرة عليها منك أو من غيرك.


الاستراتيجية الخامسة: الاستفادة من أوقات السكون وتباطؤ العمل.


يأتي وقت على كل المؤسسات تنخفض فيه معدلات العمل ويسود هدوء نسبي، ولكنْ بالنسبة للموظف المتميز تعتبر هذه الأوقات فرصةً للتعلم والاستفادة وليست أوقاتًا للراحة؛ فهناك- دائمًا- بعض المهام التي تريد إنجازها ولا تجد الوقت الكافي لها؛ إما لأنَّها ليست ضمن الأولويات، أو لأنَّها لا تتعلق بعملك بشكل مباشر.
وأوقات الهدوء النسبي في العمل هي أنسب الأوقات للقيام بتلك المهام؛ يمكنك مثلًا أنْ:
- تتعلم برامج جديدة على الحاسب الآلي، أو تحسين مستواك ومهاراتك فيه.
- قراءة أي جديد عن مهنتك من خلال شبكه الانترنت أو كتاب.
- الاجتماع مع مديرك لمناقشة بعض سياسات العمل.
- حضور دورة تدريبية تزيد من كفاءتك ومهاراتك في العمل.
- إعادة تنظيم مكتبك.
- مساعدة غيرك في تعلم شيء جديد تجيده أنت.
- متابعة تطورات مجال عملك في سوق العمل.
- تحديد احتياجاتك الشخصية العملية، ومراقبة متغيرات السوق وما يطلبه ولا تجده لديك، ووضع خطة تنفيذية للوصول إلى متطلبات السوق.
- تقارن كفاءتك بدقة مع أفضل العاملين في نفس مجالك لتعرف قيمتك الحقيقية في سوق العمل.
- اكتساب المهارات المتنقلة التي تصلح للاستخدام في مؤسسات ومجالات عمل متعددة، ولا تقتصر صلاحيتها على مؤسستك الحالية؛ مثل: فن التعامل مع الغير، التواصل، الذكاء الاجتماعي، القَبُول الاجتماعي...


الاستراتيجية السادسة: التخلص من الخرس والنفاق الوظيفي.

بعد فترة بسيطة من عملك كموظف ستجد نفسك في العمل تصنع شيئين لا يقرهما العقل والقلب والضمير وهما: الخرس والنفاق الوظيفي، عندها ستصبح موظفًا سيئًا غير مقبول عند الناس، والأهم عند الله عز وجل.
حتى تتخلص من الخرس الوظيفي لابد من:
- الحوار الدائم الإيجابي مع مديرك.
- إبداء رأيك والحرص على ذلك مع الحماس في العمل.
- دعم الثقة المستمرة مع مديرك بأنْ يرى أفكارك تنعكس على العمل، وليس رد فعل أو مجرد انفعالات يتم تفريغها كشحنات الغضب.
- الحرص على الشفافية المعلوماتية من قبلك لدى المدير؛ فلا أسرار أو كذب وخلافه عليه.
أما النفاق الوظيفي:
- يحدث نتيجة ثقافة التسلط؛ فالمدير يعتقد أنَّه رئيس دولة مستبد، ومن حول المستبد يغذي هذه الثقافة؛ لأنَّ لديهم القابلية لذلك؛ فهم إما ضعاف المهارات، أو غير مؤهلين لأداء أعمالهم، أو دخلوا المؤسسة بطرق غير شرعية.
- يضغط من حول الموظف- خاصة إذا كان صاحب مبادئ وقيم رفيعة- أنْ يجعلوه مثلهم، فالغاية تبرر الوسيلة؛ فالنفاق هو الضريبة التي يدفع بها الفساد الفضيلة.
- يرتبط الأداء في ظل سياسة النفاق الوظيفي على فكرة "الشو" Show فالتحايل على ضعف الكفاءة يتم بإظهار الحب المبالغ فيه، أو الظهور بمظهر المجد الذي يعمل ليل نهار، والشكل ليس المضمون.
لذا عليك بـ:
- تقوية مهاراتك وكفاءتك في أداء عملك؛ فهذا يمنع عنك اللجوء إلى النفاق أو الكذب.
- الثبات على المبادئ والثوابت الشرعية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
- يقول عز وجل: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الآَخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ [البقرة: 8، 9].
هل أنت ذلك؟ لا يصلح لك كمسلم أنْ تكون ذلك.


الاستراتيجية السابعة: التبعية الصحيحة.

يعتقد الشخص العادي أنَّ التبعية هي الخضوع السلبي لآراء الرئيس والتظاهر بتنفيذ أوامره، أما الموظف المتميز فيعلم أنَّ فكرة التبعية والإخلاص استراتيجية مميزة لشخصه، ليس فقط لصعوبة إتقانها وتنفيذها ولكنْ للمبدأ ذاته من ناحية القَبُول؛ فالتبعية شيء مخزٍ يجب الابتعاد عنه بالمشوار، أما التبعية الصحيحة المرغوبة للموظف المتميز فهي تعني: "العمل بإخلاص على نجاح المدير والشركة، وفي الوقت نفسه ممارسة الاستقلالية الفردية، وتكوين رأي خاص عن الأهداف والواجبات والمشكلات المتوقعة وطرق العمل".
ويمكن أنْ يتم ذلك من خلال توافر مهارات مثل:
- الاهتمام والالتزام بالدوافع التي ترفع من شأن العمل العام والمصلحة العامة وليست الشخصية.
- الوعي الحقيقي والجرأة عند تنفيذ المهام أو تطبيق السياسات.
- القدرة على السيطرة على النفس أثناء التعامل مع الرؤساء والمسئولين.
- الحصول على ثقة المدير بـ:
- التفهم لوجهات نظره ومساندتها طالما أنَّها صحيحة.
- الاعتماد عليك في إنجاز الأعمال بدقة وسرعة وبدون أخطاء، وإبداء الاهتمام بالعمل وتطوراته.
- الأمانة والصدق في كل التعاملات.
- حفظ الأسرار- وخاصة أسرار الشركة- في التعاملات مع الغير داخل الشركة وخارجها.


الاستراتيجية الثامنة: الإدراك الواعي لمصادر الخطأ في تفكيرك.

إذا حافظت على التفكير السليم فسوف تصبح أكثر قدرة على وضع الأمور في منظورها الحقيقي، والتفكير السليم رزقٌ من الله- عز وجل- يمنحه العبدَ فيصبح من أصحاب العقول وأولي الألباب؛ ولكي تصل إلى هذا الإدراك الواعي لأصحاب العقول والنُّهَى لابد أنْ تتجنب الأخطاء التي تضلل تفكيرك مثل:
- النظريات والافتراضات المسبقة- إيجابية أو سلبية- عن جنسٍ معين أو بلد وبلاد معينة، كذلك عن أشخاص أو وظائف محددة؛ لابد من دليل لا يؤكد افتراضك أو معتقدك أكثر من الدليل الذي يؤكده.
- ما يطرأ على الذهن سريعًا سواء بالقلق تجاهه أو الرضا عنه، عليك أنْ تأخذ وقتًا كافيًا عند التفكير في أمرٍ ما؛ فالحكم الخاطف يجعلك أكثر عرضة للتأثر المبالغ فيه، وابتعد عن المشاعر الساخنة واختبر أفكارك مع الآخرين؛ فعقلان بدلًا من عقل واحد يعتبر وسيلة جيدة للتقليل من التحيز.
- آراء الآخرين إذا كنا نعجب بها حتى عندما تكون آراؤهم ربما ليست مبنية على معلومات صحيحة- يجب أنْ يكون عقلك متيقظًا، وأنْ تتعلم المزيد عن كيفية تقييم المعلومات التي تقدم إليك.
- رؤية المتشابهات بدون اختلاف؛ ترى الأشياء قريبة لبعضها فتظن أنَّها توائم البعض، لابد لك أنْ تسأل: كيف يختلفان؟ ولماذا تراهما أنت هكذا؟ لا يوجد أحد يتشابه مع آخر تشابهًا مطلقًا؛ فالمدير الأول لا يتشابه مع من خلفه حتى وإنْ كان تلميذه النجيب، كل شخص له رؤية- وإنْ تشابهت مع غيره- وله أسلوب في التنفيذ- وإنْ كان على نفس سياسات سابقه.
ما تؤمن به هو نتيجة تفكيرك؛ فإنْ كنت تفكر بصورة خاطئة فستؤمن بالصورة الخاطئة والعكس صحيح.
اعرف كيف تميز مصدر أخطائك في التفكير، وكيفية تجنبها والتخلص منها.


الاستراتيجية التاسعة: تجنب الجدل كى تتجنب المشكلات.

الجدل هو: كلام في كلام، لا يفيد في شيءٍ ولا يقدم جديدًا، وغالبًا ما تنتهي المناقشات الجدلية بدون نتيجة؛ ستواجه أشخاصًا كثيرين يعتبرون أنفسهم أوصياء عليك لأنك موظف مبتدئ؛ فتعامل معهم من منطلق النهاية: لا تضع نفسك مع مسئول منهم في مشكلات.
- لا تحاول أنْ تقنعهم أنَّك لا تحب الجدال لأنَّهم لن يصدقوك وسوف يعتبرونك منسحبًا، ومن الممكن أنْ يعاندوك لأنَّ الجدل لديهم هواية، فهم يشعرون بالاستمتاع كلما احتد الناس وضاعت أوقاتهم بلا فائدة.
لماذا يفعلون هذا؟! ببساطة لأنَّ لديهم:
. رغبة في لفت الأنظار لهم.
. رغبة في فرض الرأي على الغير.
. رغبة في تغيير الأشياء، ولكن لا يعرفون الطريق لهذا التغيير، ومن الممكن أنْ تجد أحدهم لا يعرف موضع الخلل أصلًا ولكن يجادل بحسن نية.
إنْ كانت لديك أمور دخلت في جدل فكري فلابد أنْ تختار مَنْ ستتناقش معه؛ فالأول والثاني- اللافت للأنظار، وفارض الرأي- لن يفيدوك بشيء؛ لأنَّ الجدل وسيلة مشروعة لهم لتنفيذ الدافع، كما من الممكن أنْ يكون لديهم نقص في الثقة بالنفس.
كما لا تحاول إصلاحهم في البداية حتى لا يُشاع عنك إشاعات باطلة تضرك ولا تفيدك في بداية مشوار عملك مثل: يظن أنَّه عالم، يريد أنْ يغير وهو لا يعلم شيئًا،... كما أنَّه لن تصحح لهم ما هو واضح طالما هم يعرفون ويكابرون فلا تجادلهم.
- ناقش الراغبين في تغيير الأشياء والمصلحين فهم باستطاعتهم أنْ يقتنعوا بأفكارك إذا أحسنت صياغتها.


الاستراتيجية العاشرة: إبهار المدير.

يحدث هذا عندما:
* تتحمس لتلبية أي طلب قد يطلبه المدير.
* تعمل بجدٍّ ومرح في آنٍ واحد.
* تكون مرجعًا وخبيرًا ومستشارًا لمديرك في الأمور التي تجيدها تمامًا وبدون مبالغة.
* تكون مرنًا متعاونًا مع باقي زملائك.
* تشيد بالشكر والتقدير لمساعدة زملائك ودعمهم لك في تنفيذ العمل والنجاح في أدائه.
* تسير الأمور بشكل رائع وبهدوء وتواضع.
* تلتزم بالجدول الزمني المتفق عليه لتسليم المتفق عليه.
* الانتظام والالتزام في الحضور للعمل.
* تُطْلع مديرك على كل المستجدات والتطورات الجارية بشكل دوري ومستمر، والحرص على ألا يفاجَئ بجديد من غيرك.
* تُوفي بوعودك التي قطعتها على نفسك.
* تبتكر حلولًا سريعة ومناسبة للتحديات والمشكلات التي تواجهك.
* تكون أول المتطوعين لتنفيذ المهام.
* تقبل المسئولية بوعي وحس داخلي وشجاعة.
* تحب الآخرين وتجعلهم يحبونك.
* تبني عملية تطوير نفسك بنفسك.
* يكون مظهرك مناسبًا للأعمال دون إهمال أو تأنق زائد؛ فلا إفراط أو تفريط.


تلك عَشَرَةٌ كاملة عِشْ بها تعش موظفًا عظيمًا.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق