للدموع سبع فوائد




هناك بعض الناس دموعهم قريبة، وهناك بعض اخر دموعهم عزيزة ولكن هل نعرف فوائد الدموع للعين والجسم، وفي هذا الصدد قول  د. لطفي الشربيني استاذ الطب النفسي بجامعة الإسكندرية: يتميز أصحاب الدموع الغزيرة بسرعة البكاء، فينفعلون لأقل المشاهد الإنسانية والعاطفية، فإذا ما تعرض أحدهم لنوع من القلق أو التوتر أو الاكتئاب المؤقت تنهمر دموعه بغزارة ، أما أصحاب الدموع النادرة فإنهم لا يستطيعون البكاء بسهولة، وربما لا يبكون طوال حياتهم، وهؤلاء لديهم القدرة علي التغلب علي مشاعر الحزن ولا يحبون أن يظهروا ضعفهم أمام الآخرين، ولا يحبون أن يعبروا عن عواطفهم بالدموع والبكاء، بل تعلموا أن تكون أحساسيسهم هادئة وهما نوعان .. الأول يصاب بتبلد المشاعر عندما يستقبل حادثا واستجابته للمواقف المحزنة والمثيرة للقلق قليلة وبالتالي لا يتفاعل مع الآخرين ولا يبكي ، والنوع الثاني يتأثر جدًا بمشاعر الحزن، لكنه لا يحب أن يعبر عنها بالبكاء، فإحساسه كامن في ذاته ولكنه يفتقد القدرة علي التعبير.



 أسباب البكاء ومتي يبكي الإنسان؟ يضيف الشربيني: عندما تتعرض مشاعر الإنسان لحالة من الحزن والاكتئاب، أو يمكن أن يظهر البكاء مع مشاعر الفرح، وفي الحالتين فإن البكاء نوع من التعبير عن الانفعال العاطفي. والبكاء عند الحزن هو الأكثر شيوعًا، أما البكاء عند الفرح فأقل كثيرًا. وهناك اختلاف في المشاعر والأحاسيس بين الرجل والمرأة أو بين البشر بصفة عامة. بمعني أن ما يحزن إنسان ويؤثر فيه قد لا يؤثر في إنسان آخر ، والمرأة أكثر حساسيه وأكثر عرضة للبكاء، لأنها تتعرض لضغوط عديدة تتحول إلي حالات اكتئاب بنسبة تصل إلي ضعف الرجل، لأنها تشعر في مواقف عديدة أن المجتمع ينظر إليها نظرة دونية ويهدر حقها ويفرق بينها وبين الرجل في المعاملات، ويزرع فيها الإحساس بعدم قدرتها وعدم مساواتها الرجل لما يتميز به الرجل. هذا بخلاف القيود التي تتعرض لها منذ طفولتها مما يجعلها لا تستطيع أن تعبر عن عواطفها باللغة فتلجأ إلي البكاء للتعبير عن مشاعرها، وقد تبين أن المرأة تبكي ستين مرة في العام، بينما الرجل لا يبكي سوي 15 مرة فقط، كما أن النساء يذرفن الدموع في نوبات بكاء تدوم عادة ست دقائق، أما الرجال فيبكون لأقل من دقيقتين.
وعن المقصود دموع التماسيح ومتي تلجأ المرأة إليها، تقول د. فاطمة موسي استاذ الطب النفسي بجامعة  القاهرة: دموع التماسيح هي الدموع الكاذبة التي لا تعبر عن عواطف حقيقية وليست دليلاً علي الحزن، وقد تستغلها الفتاة والأطفال في مرحلة المراهقة لجذب الانتباه ولتحقيق بعض الأهداف. فإذا تحققت تلك الأهداف تتعود علي هذا الأسلوب في مرحلة الزواج خاصة في المواقف المحرجة أو التي تريد فيها السيطرة علي الزوج فتحقق مطالبها التي تعجز عن تحقيقها بدون زواج وهو دليل علي اضطراب في الشخصية وصاحبها لا يستطيع تحقيق أهدافه بصورة طبيعية.




 فوائد البكاء من الناحية النفسية، يقول د. علي شوشان استاذ علم النفس بجامعة القاهرة  أنه نوع من الفضفضة النفسية، ونوع من التعبير عن الحزن، لأنه تعبير عن مشاعر تستحق البكاء والترويح عن النفس وغسل الهموم والإنسان يشعر بعدها بنوع من الراحة النفسية والصفاء فيهدأ الإنسان ويشعر بالراحة النفسية، أما كبت الأحاسيس والمشاعر وعدم التنفيس عما يحمل الإنسان من أفكار وآراء وضغوط لهو دليل علي عدم الصحة النفسية، لأن عدم التعبير يكبت حرية الإنسان ويعرضه للانفجار ولعدة أمراض عضوية، كارتفاع ضغط الدم نتيجة لمشاعر غيظ مكبوتة أو مشاعر حزن نتيجة الظلم، كذلك أمراض القولون العصبي وقرحة المعدة ومرض السكري والقلب.
ويوضح د.مجدي عرفة أستاذ الطب النفسي والعصبي بجامعة القاهرة ان السبب في أن المرأة أكثر بكاء من الرجل يعود الي هرمون البرولاكتين الذي ينظم إفراز اللبن وينشط أنسجة الثدي، هذا الهرمون يفرزه الجسم كرد فعل للتوتر والحزن ولمشاعر الاكتئاب التي تنتابها. وعندما ترتفع نسبة البرولاكتين في الجسم كثيرًا ما يسبب انقطاع الطمث، ويسبب البكاء لأتفه الأسباب ، والدموع لا يذرفها الشخص الضعيف رجلا كان أو امرأة، بل هي ضرورية لكل منهما علي السواء، وهي ظاهرة صحية جيدة، فالبكاء هو أسلم طريقة لتحسين الحالة الصحية والنفسية لدي الشخص، فتجعله يشعر بإحساس بالغ من الراحة، وربما الارتياح من الكبت والإجهاد. وهناك دلائل علي أن البكاء يعتبر بمثابة دواء فعال، كما أن بعض المتاعب النفسية تختفي عند البكاء ، فالبكاء وقاية جيدة ضد بعض الأمراض كالقرحة وارتفاع ضغط الدم، فهو أسلوب طبيعي لإزالة المواد الضارة من الجسم والتي يفرزها عندما يكون الإنسان تعسا أو قلقا، والدموع تساعد علي التخلص من تلك التعاسة والقلق إذ يقوم المخ بإفراز مواد كيماوية للدموع مسكنة للألم، كما  أن البكاء يساعد علي زيادة ضربات القلب، ويعتبر تمرينًا مميزًا للحجاب الحاجز وعضلات الصدر والكتفين، وبعد الانتهاء من البكاء تعود سرعة ضربات القلب إلي طبيعتها وتسترخي العضلات وتحدث حالة من الشعور بالراحة، فتصبح نظرة الإنسان إلي المشاكل التي تؤرقه وتقلقه أكثر وضوحًا بعكس كبت البكاء والدمع الذي يؤدي بدوره إلي الإحساس بالضغط والتوتر الذي يخلق بعض الأمراض كالصداع والقرحة.




والمشكلة التي تواجه الرجال هي أن المجتمع يسمح فقط للنساء بالبكاء، ومن هنا نجد أن الرجل لا يبكي إلا عند الشدائد، وما أصعب بكاء الرجال علي الرجال أنفسهم فالرجال قد تعودوا منذ فترة طفولتهم علي أن يتصرفوا كرجال تحت أي ظرف وهذا يعني أنه لا مجال للدموع عندهم. فإذا بكي الرجل فهذا أمر يؤخذ عليه. ولكن ليس معني أن الشخص رجلاً يمنعه ذلك من البكاء، بل من الضروري أن يبكي الرجال فالدموع لا تعتبر بأي حال من الأحوال دليلاً علي ضعف الشخصية أو عدم النضج فهم يحتاجونها ليخففوا عن كواهلهم أعباء الضغوط والإرهاق التي يعانونها في الحياة الحديثة. لذلك يجب ألا يخجل الرجل من البكاء أبدًا ، أما كبت الدموع فيعرضه لأزمات القلب والمعدة والصراع وآلام المفاصل، ومن هنا يتميز الرجال بارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض ذات الصلة بالإجهاد أكثر من النساء، كما أنهم يعيشون معدلاً من العمر أقل من معدل عمر النساء، وهذا أمر يدعو إلي التوقف عنده والتفكير الجريء بأسبابه. فعلي الرجال أن يعبروا عن مكنون أنفسهم، فالبكاء حالة طبيعية لتعامل الجسم مع التوتر الذي يشوبه، ولا يجعلون المرأه تفوز عليهم بالعمر الطويل.
خلايا وأعصاب
وعن فوائد الدموع لصحة العيون تقول د. فايدة الجندي أستاذ جراحة العيون بجامعة القاهرة: الدموع نعمة من نعم الله سبحانه وتعالي، حفظ بها العين، فإذا نظرنا إلي تكوين العين، سنجد أنها تتكون من عدة طبقات وخلايا وأعصاب تحتضنها مقلة العين داخل تجويف عظمي داخل جمجمة الرأس لتحيط بها وتحافظ عليها من الصدمات الخارجية بالإضافة إلي وجود جفنين ومجموعة "أهداب" الرموش لحمايتها من الأجسام الغريبة والأتربة ، والجزء الظاهر هو القزحية وهو ما يميز لون العين، ويوجد في وسطها الحدقة التي تساعد علي ضبط كمية الضوء الداخل إلي العين، حيث توجد الشبكية والخلايا العصبية التي تستقبل الصور وترسلها إلي المخ. كذلك يغطي العين من الخارج الجفون والرموش، وتقع خلف الجفن العلوي الغدة الدمعية، ومجموعة من الغدد الثانوية لإفراز الدموع والسائل الدمعي.



هذه الدموع تتكون من نسبة من البروتينات والمعادن والأملاح وبعض الأنزيمات التي تساعد علي قتل الميكروبات وتساعد علي حركة انزلاق الجفون علي العين وتساعد أيضًا علي حمايتها كأداة لتطهيرها بصورة مستمرة وحمايتها من الإصابة بالجفاف، وتزداد كمية الدموع نتيجة حدوث تهيج للعين بسبب الأتربة والبصل والدخان وغيرها حيث ينشط إدرار الغدة الدمعية وتعمل الدموع علي تنظيف العين وحمايتها من هذه المواد الغريبة، كما تساعد الدموع علي شفافية القرنية وحمايتها من الجفاف، وهي من أهم العوامل التي تساعد علي وضوح وقوة ودقة الرؤية والإبصار ، فالدموع  تقوم بعملية تطهير مستمرة للعين، هذا التطهير يحمي الإنسان من الأتربة والعوالق التي تدخل العين بشكل شبه يومي، وينتج عنها التهابات العين المختلفة، وأمراض الرمد والتهابات الحدقة. كما أن الدموع مفيدة أيضًا لدرجة الإبصار، لأن كبت الدموع يؤدي إلي زيادة الضغط علي حدقة العين، وعندما ينفعل الجسد البشري وتفرز الدموع تصبح ترجمة لما يريد القلب أن يعلنه.

 كما أن الدموع مهمة جدًا للطفل منذ لحظة ولادته لأنها تساعد علي فتح العين وإدراك الطفل للعالم الخارجي كما تلعب دورًا في تنقية عينه وتخليصها من الزوائد التي قد تكون ضارة أولاً بأول وهي زوائد لا تظهر إلا في السنوات الأولي من  حياته ، وقنوات الدموع تتجدد آلاف المرات كل يوم لدي الإنسان.
وعن التركيبة الكيمائية للدموع، يقول د. سيد منسي استاذ الانف والاذن والحنجرة بجامعة الازهر: تتكون الدموع من ثلاث طبقات: مادة دهنية ومادة مائية ومادة لزجة، والمادة الدهنية تغطي القرنية لتجعلها قابلة للامتزاج بالماء والمادة المائية تقوم بعملية الغسل والتطهير للعين فهي تحتوي علي مادة (اللايزوزايم) والتي تعتبر خط الدفاع الأول ضد الميكروبات وتعمل هذه المادة علي تغذية القرنية بالأكسجين، كما تعمل علي تسوية سطح القرنية فتمنع انتشار الضوء وبالتالي تساعد علي قوة الإبصار، أما المادة اللزجة فهي تمنع تبخر الدموع وتمنح في نفس الوقت خاصية الثبات والتماسك بحيث لا تسيل بسهولة وكثرة ، كما تعمل أيضًا علي منح خاصية المرونة لحركة الجفون علي مقلة العين.
وهناك نوعان من الدموع (أساسية وغير أساسية) والدموع الأساسية هي التي تفرز بالعين طوال الوقت ورغم ذلك فهي غير ملحوظة، ولكنها هي التي تمنح البريق للعينين. أما الدموع غير الأساسية فهي الدموع الغزيرة التي تفرز أثناء الانفعالات المؤقته.






هناك تعليق واحد :