فوبيا الطيران Flying phobia - نظرة تحليلية




فوبيا الطيران Flying phobia - نظرة تحليلية
د. حمود العبري


قابلت من خلال الاستشارات العشرات ممن يعانون من فوبيا ركوب الطائرة و هذا النوع من الفوبيا بالرغم من أنه يبدو في ظاهره أنه فوبيا واضح و محدد إلا أننا نجد في الغالب مخاوف أعمق من موضوع الطائرة ذاتها. و يجب على المعالج معرفة واكتشاف هذه المخاوف الأساسية و يعالجها حتى يتم علاج المشكلة من جذورها. فالأشخاص الذين يعانون من فوبيا الطيران يقتصر معرفتهم إلى أنهم يشعرون بالخوف من ركوب الطائرة وليس لديهم أي علم بوجود هذه المخاوف الدفينة ولهذا السبب يجب على المعالج المتمكن أن يوضحها ويعالجها.

وهذه بعض الأمثلة على الأنواع الأكثر شيوعاً:
1. الخوف من الأماكن المغلقة
2. الخوف من الازدحام
3. الخوف من الأماكن الضيقة
4. الخوف من المرتفعات
5. الخوف من السفر
6. الخوف من المطبات الهوائية
7. الخوف من الحوادث
8. الخوف من المجهول
9. الخوف من فقدان السيطرة
• الخوف من الأماكن المغلقة
يعاني البعض من أعراض القلق و الخوف حين يكون في مكان مغلق و هذا الخوف مصدره فكرة انه لا يستطيع الهرب بسبب أن المخارج تم إغلاقها و حين يعلم أنه تم إغلاق أبواب الطائرة تظهر لديه أعراض القلق و التوتر و تدور في ذهنه أفكار أنه أصبح عالق ولا يستطيع النزول من الطائرة. ويمكن أيضاً لهذا الشخص أن تظهر لديه نفس الأعراض عند ركوب المصعد الكهربائي أو عندما تقفل باب غرفة من الخارج.
• الخوف من الازدحام
والبعض ينزعج من الأماكن المزدحمة بل يشعر بالاختناق و قلة الأوكسجين فتظهر لديه أعراض صعوبة التنفس و أيضا من الممكن أن تظهر لديه نفس الأعراض حينما يركب
في أتوبيس مزدحم أو يدخل في مجمع أو سوق مزدحم. فإذا كانت الرحلة ممتلئة و جالس
 في الدرجة السياحية فسوف يشعر بأعراض القلق
• الخوف من الأماكن الضيقة
والبعض يعاني من الخوف من الأماكن الضيقة فتظهر أعراض القلق عند ركوب الطائرات الصغيرة أو في المصاعد الكهربائية الضيقة وأيضا يشعر برعب من القيام
 بأشعة بالرنين المغناطيسي
• الخوف من المرتفعات
و آخرون يفزعهم الأماكن المرتفعة فتظهر لديهم أعراض القلق عندما يصعدون إلى الأدوار العلوية من أي مبنى شاهق ونفس الأعراض تظهر و بشكل اكبر حينما يكون داخل الطائرة فهم يفضلون إسدال غطاء النافذة حتى لا يشاهدون الأرض وهي بعيدة فذلك المشهد قد يسبب لهم الدوار و الغثيان.
• الخوف من السفر
الابتعاد عن الوطن أو المدينة التي يسكن بها تسبب للبعض مشاعر الخوف و عدم الشعور بالأمان لأنه يعرف كل شيء في هذا المكان ولو حصل حالة طارئة أو أصبح في مأزق معين فسوف يجد من يساعده من الأصدقاء أو الأقارب أو الجيران و يعلم أماكن المستشفيات و طرق الوصول لها ولكن السفر إلى مكان جديد تشعره بفقد مشاعر الأمان و يبدأ بأفكار سلبية ماذا لو حصلت لي مشكلة، ماذا اعمل ؟
• الخوف من المطبات الهوائية
البعض ينزعج فقط من مرور الطائرة في أجواء مضطربة مثل الرياح القوية او المطار أو المرور بمطبات هوائية تسبب بارتفاع الطائرة وانخفاضها بشكل مفاجئ فاهم يدرسون حالة الطقس قبل السفر وإذا علموا عن أي عواصف أو أحوال جوية مضطربة يمكن أن يقوموا بإلغاء السفر من على متن الرحلة.
• الخوف من الحوادث
وفيه أشخاص تؤثر فيهم أخبار حوادث الطائرات بشكل كبير حتى وإن كانت قديمة جداً وأيضا الأخبار التي تذكر هبوط الطائرة بشكل اضطراري بسبب عطل فني و وبالرغم من الطائرة هبطت بسلام و بدون أي خسائر أو إصابات إلا انه دائما يتخيل الأسوأ. و من الممكن يكون سبب الخوف ناتج عن مشاهدة فلم سينمائي أو فلم وثائقي عن حوادث الطائرات.
• الخوف من المجهول
و سبب خوف البعض انه يجهل كيف يمكن لطائرة بهذا الحجم أن تحلق في السماء، فالمشكلة أنه يجهل في هندسة الطيران ولا يستطيع استيعاب أنه يمكن أن تقلع طائرة تزن 394,625 كيلوا جرام و تحلق بخفة في السماء. فهو شخص دائما يشعر بقلق حيال المواضيع التي يجهلها و يجب أن يستوعب الفكرة حتى يشعر بالطمأنينة وراحة البال.
• الخوف من فقدان السيطرة
ومن الممكن أن تظهر الأسباب أن البعض لا يثق بالآخرين فهو فقط يثق بنفسه أو أي شخص يعرفه معرفة جيدة. فكابتن الطائرة بالنسبة له شخص غريب ولا يعلم هل هو شخص متمكن من الطيران أو لا وهل نام بشكل جيد أم لا. فخلال الرحلة سوف يفقد السيطرة كلياً على الوضع و يسلمها للكابتن الذي لا يعرفه معرفة جيدة و من هذه الفكرة تظهر لدية مشاعر القلق و الخوف. و من يعاني من هذا الخوف نجدهم دائما يفضلون قيادة السيارة بأنفسهم ويمنعون غيرهم من القيادة بهم لأنهم يشعرون بالأمان وهم يتمسكون بزمام الأمور والوضع تحت سيطرتهم.
و نعلم أن الفوبيا يغيب التفكير المنطقي و تعمل تشويش على الإدراك الحقيقي، حتى وأن علم الشخص أن السفر بالطائرة هي آمن طريقة لسفر إلا أن المخاوف الدفينة التي ذكرناها في هذا المقال تتغلب و تسيطر على الإدراك فيشعر أنه مسلوب الإرادة ولا يستطيع مقاومة هذا الخوف.

و من يعاني من الخوف من مرحلة الإقلاع و الهبوط أو يجهل مستوى السلامة و التطور العالي للطيران في الوقت الحالي فيمكن أن أعرض له مقطع فيدو تبين أن نظام الملاحة في الطائرة وفي أسوأ الأحوال الجوية مثل الرياح القوية، تتمكن من الهبوط و تعديل نفسها بشكل تلقائي (تثقيف العميل). 
المصدر
مدونة التنمية البشرية  

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق