كيف تستفيد من الفشل ؟!!!



نحن في هذا الكون نمضي في اطار سنن ربانية ثابتة واذا كان علينا ان نتعرف عليها فليس ذلك من أجل التحايل عليها والالتفاف وانما من أجل التكيف معها والعمل في ظلالها ومن تلك السنن أننا لا نستطيع أن نضمن نتائج محاولاتنا واجتهاداتنا علي نحو دائم فكلما كان ما نسعي الي الحصول عليه كبيرا كلما كانت حساباتنا أقل دقة وكان حجم المخاطرة أكبر.
شئ جيد أن نفهم هذه الحقيقة وأن نتعامل معها كما هي.وأنا ألمس في تعاليم الاسلام ما يدعونا الي أن تكون مطالبنا كبيرة وألا نرضي بالقليل وأن يكون لدينا نوع من المخاطرة المحسوبة لأن الذين لا يخاطرون قد لا يربحون واذا ربحوا فان أرباحهم تكون قليلة وكدليل علي هذا الكلام فان الله – تعالي – أحل التجارة وحرم الربا فالتجارة تشتمل علي نوع من المخاطرة لكن أفق الربح فيها واسعة وغير محدودة أما الربا فانه يخلو من المخاطرة والربح دائما فيه محدود وقليل نسبيا .
اذا كان الاخفاق وعدم الحصول علي المراد وحدوث كبوة بعد الكبوة شيئا متوقعا فكيف ينبغي أن نتعامل مع ذلك ؟
دعونا نلخص الجواب في النقاط التالية :
1- انظروا الي الاخفاق علي انه شئ طبيعي في الحياة ولهذا فا المهم أن تكافحوا في حياتكم وفق القاعدة التالية : لا مكاسب كبيرة ولا نجاحات عظيمة الا عبر الكثير من المحاولات وذلك لان الفرص والامكانات الكامنة لا تكشف عن وجهها بسهولة ولا لكل أحد وتذكروا أنكم حين تخفقون تكونون في مسعي الي تحقيق شئ قيم والذين لا يذوقون طعم الاخفاق هم الكسالي والقاعدون والمحرومون من الطموحات الكبيرة.

2- علينا أن نعود أنفسنا الرضا بالقضاء والقدر فحكم الله – تعالي – نفاذ ولا معقب عليه ونحن البشر قصيرو النظر ومحدودو الرؤية فقد نتعلق بالشئ وننظر اليه علي انه مصيري ثم يتبين لنا أنه يشكل خطورة كبيرة أو يتبين أنه شئ تافه وتذكروا قول الله – عزوجل –  ” وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون ” .فعلينا أن نأخذ بالأسباب  ونفعل أفضل ما يمكن فعله ثم نتقبل نتائجه بروح صافية ونفس هادئة وراضية.

3- من المهم أن تعرفوا أننا لا نستطيع في معظم الأحيان أن نتحكم بالأحداث لأنها أكبر منا ولكننا نستطيع أن نتحكم في ردود أفعالنا عليها وهذا شئ يستحق الانتباه لأن الذي يؤثر علينا ليس ما يحدث وانما الاثار المترتبة التي يتركها في نفوسنا مثل الذي يفقد مبلغا كبيرا من المال أو يفقد عزيزاً أو يرسب في امتحان فان هذا قد يكون تأثيره مدمراً اذا أورثنا اليأس والقنوط أو غير ذلك اتجاهنا في الحياة ….ان مياه البحر تحمل السفينة ولا تؤذيها لكنها اذا تسربت الي داخلها فسوف تغرق السفينة وهكذا الأحداث التي تحدث الينا

4- حاولوا بعد كل فشل وبعد كل سقوط أن تنهضوا بشكل أقوي لتثبتوا لأنفسكم وللناس من حولكم أن الاخفاق يشكل وقودا روحيا لتقف من جديد.

5- تعلموا من الاخفاق ومن تاريخكم الشخصي أعظم الدروس وتعرفوا علي الطرق المسدودة كي تصلوا في النهاية الي الطرق السريعة فتمضوا فيها واثقين ومطمئنين .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق